نيجيريا




تقع نيجيريا في غرب القارة الافريقية بين خطي عرض 4-14 شمال خط الاستواء  ويحدها من الشرق دولة الكاميرون ومن الغرب دولة بنين الشعبية ومن الشمال النيجر وتشاد ومن الجنوب المحيط الاطلسي  خليج غانا وتبلغ مساحة نيجيريا 923768 كم2 ويقدر تعداد سكانها ب 12417.399 نسمة حسب تقديرات 1988 م ونسبة 75% من السكان مسلمون والباقي ما بين مسيحي ووثني.

وتعتبر نيجيريا اكبر دولة في إفريقيا عموما من حيث عدد السكان وكانت مستعمرة انجليزية منذ سنة 1862 م واستقلت سنة 1960 م .

وعاصمة البلاد هي لاجوس الواقعة علي جزيرة في المحيط الأطلسي , والعاصمة الجديدة الفيدرالية التي تقرر نقل إدارة البلاد إليها هي ابوجا , وتوجد في وسط البلاد وكانت جزءا من ولاية النيجر ,

وقد بدأت بعض الوزارات تنتقل إليها كالداخلية وغيرها من الوزارات والادارات المهمة .

وتتكون نيجيريا بالاضافة الي العاصمة الجديدة من احدي وعشرين ولاية هي :
ولايات نيجيريا

تسميتها
اسمها مأخوذ من اسم النيجر الذي سمي به ذلك النهر العظيم الذي كان يسمي عند اسلافنا العرب بالنيل , وبعضهم كان يسميه ( نيل السودان ) ويعتقد انه متصل بنهر نيل مصر بالفعل , وقد استمر هذا الاعتقاد إلي زمن ابن بطوطة إذ قرره في رحلته حينما ذكر أنه يمتد من مالي الي دنقلة ثم صعيد مصر ,

وان كان يظهر من تسميته عند بعضهم ان المراد بكلمة ( النيل) النهر الكبير تشبيها له بنيل مصر ولذلك سمي ابن سعيد المغربي نهر السنغال ( نيل غانة ) وقال : انه شقيق نيل السودان يريد بذلك هذا النهر الذي اصبح يسمي الان ( نهر النيجر )
اما اسم هذا النهر العظيم الذي هو ثاني اربعة انهار افريقية كبيرة وهي النيل والكنغو ونهر النيجر هذا ونهر السنغال . ( بالنيجر) فهي تسمية اوروبية قديمة مأخوذة ايضا من اسم ( نيجرو ) الذي معناه زنجي أو الرجل الاسود القصير .

وهي تسمية كما نري تتضمن تعبيرا بالسواد , وقد اصبحت بعد ذلك مصطلحا علي اسود البشرة . عند اهل البلدان ايا كان موطنة .

وقد تابع الكتاب المحدثون من العرب كتاب البلدان الغربية علي هذا المصطلح فأصبحو يسمون أسود البشرة بالزنجي .

علي حين ان كلمة زنجي في الاصطلاح العربي القديم ليست كذلك وإنما تدل علي الواحد من الزنوج او الزنج , وهم امة او جيل ذوي البشرة السوداء يسكنون في شرق إفريقية والجزر التي في البحر الواقع الي الشرق منها ولذلك سموا تلك السواحل ( بر الزنج) , وهي تسمية شائعة في كتب الثقافة العربية القديمة لا تحتاج الي شواهد .

وقد بقي منها اسم يدل عليها في تلك الجزيرة الواقعة تجاه الساحل الشرقي لإفريقيا او بر الزنج القديم , وهي جزيرة ( زنجبار ) التي أصلها  ( بر الزنج) فحرفت في اللغة السواحلية الي هذا اللفظ .

ولم يكن العرب الاقدمون يسمون ذوي البشرة السوداء من غير أولئك الأقوام بالزنوج , بل كانوا يسمونهم أسماء مختلفة تتفق مع كونهم أمما مختلفة مثل الحبشة والنوبة والسودان والتكرور والكانم .

وفيما يختص بهذه البلاد نيجيريا كان العرب يسمون أهلها من سكان أقاليمها الشمالية الذين كانت لهم صلات كثيرة معهم في
الاعم بالسودان . ثم اخذ الناس في العصور القديمة يسمونهم التكرور والتكارنة .


وهذا يصدق علي أهالي شمالي نيجيريا من الحوس ( الهوساويين) والفلانيين والبرنو وماكان غربا من ذلك وجنوبا غربيا منه .


ولكن بعض الكتاب المحدثين من العرب المقلدين سموهم الزنوج كما صنع احدهم حينما عنون كتابه ( في بلاد الزنوج ) وهو يتكلم في كتابه  علي اهل نيجيريا .

وقد أصبحت هذه التسمية ( نيجيريا) مستعملة بل معترفا بها من اهل البلاد , فأصبح اسم النهر النيجر ليس له اسم مستعمل غيره وأصبح اسم هذه الجمهورية نيجيريا , ومعناها الأمة التي تعيش  علي ضفاف النيجر أو حول النيجر .

ولم يشأ أهلها أن يغيروا هذه التسمية الإستعمارية لا لآنهم لااضون عن معناها , وإنما لآن بلادهم تضم امما عدة . أو باللفظ الحديث قوميات عديدة لها لغات مختلفة , ولم تكن متحدة في الماضي مثل هذا  الاتحاد والبحث في تغيير التسمية قد يفتح عليهم باب تنافس القوميات علي التسمية , ومن الصعب عليهم أن يجدوا للبلاد اسما يتفق الجميع عليه , لذلك تركوا البحث في التسمية كما تركها إخوان لهم في التسمية ,

وهم أهل جمهورية النيجر , إذ بحث هولاء فعليا عن اسم مناسب لبلادهم غير النيجر الذي هو كما قلت مأخوذ من اسم النهر الذي اطلقه عليه الغربيون النيجر ثم هو مشتبه , أو قد يشتبه باسم نيجيريا هذه الكبيرة .

إن تسمية ( نهر النيجر ) بما معناه نهر الزنج هي قديمة عند الاوروبين وردت فيما نقل إلينا عن تاريخ ( هيروديت ) المكني بأبي التاريخ , وأما تسمية هذه البلاد التي حوله نيجيريا فإنها محدثة بالنسبة إلي قدم تسمية النهر , يقال : إن أول من سماهام هم الأسبان وتبعهم البرتغاليون فسائر الإفرنج .

وأما عند أسلافنا من العرب فإنها غير موجودة , وإنما كانوا يسمون النهر ( نيل السودان ) وأغلبهم أسموه بذلك علي اعتبار أنه نهر عظيم كنيل مصر وليس لكونه  هو نهر نيل مصر .

ولذلك يذكرون ( نيلا ) اخر في المنطقة يسمونه ( نيل عانة ) وهو الذي يسمي الان بنهر السنغال كما قال ابن سعيد المغربي : نيل غانة شقيق ( نيل السودان ) ويصب في البحر المحيط الاعظم .

وهذه صفة ( نهر السنغال ) لآن غانة كانت مقامة علي فتيه . هكذا ذكرها عدد المؤرخين العرب .

ومراده هنا بنيل السودان ( نهر النيجر ) فهو شقيق نهر السنغال من كونهما كليهما ينبعان من هضبة غينيا المسلمة , ولا يبعد مجري أحدهما عن الاخر كثيرا في الاعلي .

ويقول ابن خلدون في مقدمه تاريخه :
اما الجزء الاول من هذا الاقليم ففيه مصب النيل الاتي من مبدئه عند جبل القمر , ويسمي ( نيل السودان ) ويذهب الي البحر المحيط فيصب فيه , عند جزيرة أولئك , وعلي هذا النيل مدينة سلا وتكرور و(غانة) وكلها لهذا العهد تابعة لمملكة مالي من أمم السودان , وإلي بالدهم يسافر تجار المغرب الأقصي .

فهذا يدل علي ما قلناه من أن موقع عاصمة ( غانه) القديمة إنما هو علي نهر السنغال الذي كان يسمي ( نيل غانه) عند أسلافنا العرب , وانما اختلط الاسم علي ابن خلدون أو من نقل تاريخه . فظن أن ( نيل غانه ) هو نيل السودان , بجامع التسمية والقرب في الموقع بين النهرين , وإنما يدل قوله : إنه يذهب إلي البحر المحيط فيصب فيه , علي انه يقصد ( نيل غانة ) الذي هو نهر السنغال ) في الوقت الحاضر .



إرسال تعليق

0 تعليقات

Comments

Popular Posts

إتصل بنا